اليونسكو تُدرج رسميًا قائمة إرشادية جديدة للتراث العالمي بالجزائر لعام 2025: خطوة نحو تصنيف مواقع جديدة
أعلن مركز التراث العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، صباح اليوم الأربعاء 24 جوان 2025، عبر موقعه الرسمي، عن تحديث القائمة الإرشادية للتراث العالمي الخاصة بالجزائر، والتي تضم 11 موقعًا متنوعًا بين ثقافي، طبيعي ومختلط. ويُعد هذا الإعلان تتويجًا لجهود علمية ومؤسساتية مكثفة، وجاء ليُجسد ثراء وتنوع التراث الجزائري ويفتح آفاقًا جديدة نحو تصنيف هذه المواقع ضمن قائمة التراث العالمي.
ويُعتبر هذا التحيين مكسبًا ثقافيًا بالغ الأهمية، ثمرة مباشرة للعمل المتكامل الذي أشرفت عليه اللجنة العلمية الوطنية التي أنشأها وزير الثقافة والفنون، السيّد زهير بلّلو، في ديسمبر 2024، في إطار التزامه الصريح بإعادة بعث ملف التراث العالمي، وجعله من أولويات السياسة الثقافية الوطنية.
وبفضل منهجية دقيقة ومطابقة لتوجيهات اتفاقية 1972 الخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، وبإشراف نخبة من الخبراء الوطنيين، تم إعداد قائمة متوازنة تراعي التمثيل الجغرافي وتنوع الأنماط التراثية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه القائمة تشهد، ولأول مرة، إدراج موقعين طبيعيين، في إطار تنسيق مثمر مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.
وتشمل القائمة الإرشادية المحدّثة المواقع التالية:
1. الحظيرة الوطنية لجرجرة،
2. الحظيرة الوطنية للقالة،
3. “إغاماون” – القلاع والمخازن المحصّنة بالحظيرة الثقافية لتوات–قورارة–تيديكلت،
4. التراث الأثري لمدينة تبسة,
5. قصور الأطلس الصحراوي الجزائري،
6. الأضرحة الملكية للفترات القديمة بالجزائر،
7. أنظمة الواحات في غوفي ووادي الأبيض،
8. جبال “تافدست” داخل الحظيرة الثقافية للأهقار،
9. ندرومة والترارة،
10. المسارات الأوغسطينية في الجزائر،
11. مشاهد الواحات بوادي سوف.
ويُعد هذا التحديث خطوة محورية في مسار التحضير المنهجي لملفات التصنيف المستقبلية لدى اليونسكو، حيث سيتم لاحقًا تقديم ملفات علمية دقيقة لكل موقع، استنادًا إلى المعايير السبعة الخاصة بالتراث الثقافي والطبيعي.
ويعكس هذا الإنجاز مدى التزام الدولة الجزائرية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، بترقية المقومات الحضارية والطبيعية للبلاد، ضمن رؤية شاملة تجعل من التراث رافعة لهوية وطنية متجددة، ووسيلة فعالة للإشعاع الثقافي، ومحركًا مستدامًا للتنمية المحلية والسياحة البيئية والثقافية.
إن إدراج هذه المواقع في القائمة الإرشادية لا يمثل فقط خطوة نحو التصنيف النهائي، بل يُعتبر إعلانًا عن الثراء الثقافي والتاريخي والبيئي الذي تزخر به الجزائر، واستعدادًا وطنيًا للمساهمة في الحفاظ على التراث الإنساني المشترك.
نسيمة شرلاح.