مدير CTC وسط: الوكالة الوطنية للرقابة التقنية للبناء حارس الجودة وسلامة المنشآت في الجزائر
في ظل التطور العمراني المتسارع الذي تعرفه الجزائر، تبرز الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء (CTC) كأحد الفاعلين الأساسيين في ضمان جودة وسلامة المشاريع والمنشآت. وعلى هامش مشاركتها في الجمعية العامة السنوية لبنك التنمية الإفريقي، كان لموقع “دينا براس” هذا الحوار الخاص مع عبد الكريم نميري ، مدير الوكالة CTC وسط، الذي حدثنا عن نطاق عمل المؤسسة، تحدياتها، مساهمتها في تطوير القطاع، وأهم رهاناتها المستقبلية.
حاورته/ نسيمة شرلاح
• بداية، ما هو نطاق عمل الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء بالتحديد؟
الهيئة تُشرف أساسًا على مراقبة الهيكل الخرساني (gros œuvre) والعزل المائي (étanchéité)، وهي عناصر جوهرية لضمان متانة واستقرار المباني. ومنذ سنة 2018، قمنا بتوسيع نطاق تدخلنا ليشمل أيضًا الأشغال التكميلية مثل الكهرباء، السباكة، التدفئة والتكييف (CVC)، ما سمح لنا بتقديم رقابة شاملة لكل ما يخص سلامة البنايات.
• كيف تساهم CTC عمليًا في ضمان السلامة وجودة المشاريع؟
نرافق المشاريع من البداية إلى النهاية، بدءًا من مراجعة الدراسات إلى الزيارات الميدانية في الورشات. نراقب مدى احترام النظام التقني للبناء، ونكشف النقائص ونوجه المتدخلين نحو تصحيحها في الوقت المناسب، ما يُحسن من جودة الإنجاز ويُقلل من المخاطر.
• ما أهمية مشاركتكم في الجمعية العامة لبنك التنمية الإفريقي؟
المشاركة تمثل فرصة هامة للتعريف بتجربتنا في مراقبة جودة المشاريع داخل الجزائر، وإبراز دور الهيئة في مرافقة مختلف الفاعلين، سواء كانوا عموميين أو خواص، لضمان احترام المعايير التقنية الدولية.
• هل ترون أن مثل هذه الفعاليات فرصة لعقد شراكات استراتيجية؟
بالتأكيد. نعتبرها مساحة لتبادل التجارب وبحث فرص التعاون مع مؤسسات مشابهة في مجالات الرقابة التقنية والهندسة المدنية. الشراكات تسمح بتعزيز قدراتنا وتبادل أفضل الممارسات.
• ما أبرز التحديات التي تواجهكم في أداء مهامكم؟
أبرز التحديات تكمن في مواكبة نسق التوسع العمراني الكبير، وضمان احترام آجال مراقبة ومصادقة المشاريع لتفادي تأخير الورشات. نحن نعمل بجد لتسريع المعالجة التقنية دون التنازل عن جودة الرقابة.
• وماذا عن البنايات القديمة؟ هل تتابعون وضعها؟
نعم، لدينا فرق مختصة تقوم بزيارات ميدانية للبنايات القديمة. وعند ملاحظة وجود خطر، نُعد تقارير ونقترح حلولًا بالتعاون مع مكاتب الدراسات، ونتابع التنفيذ ميدانيًا بالتنسيق مع السلطات المحلية.
• هل تبنون عملكم على معايير تقنية جديدة؟
طبعًا. من بين أهم المستجدات مراجعة مرجع البناء المقاوم للزلازل (RPA 2024). نعمل حاليًا على تطبيقه عمليًا، ومراقبة مدى احترامه في الورشات الجديدة، بما يضمن مزيدًا من الأمان خاصة في المناطق ذات النشاط الزلزالي.
• الرقمنة أصبحت ضرورة في كل القطاعات. هل واكبت الهيئة هذا التحول؟
نعم، أطلقنا منصة رقمية تسمح للمتعاملين بإرسال المخططات التقنية ومتابعة ملفاتهم أونلاين دون الحاجة للتنقل. هذا التحول الرقمي سهّل العمل وسرّع وتيرة المعالجة بشكل ملحوظ.
• هل تقدم الهيئة تكوينات للمهنيين والفاعلين في القطاع؟
نعم، ننظم ندوات تحسيسية وتكوينية طوال السنة، ونسعى من خلالها إلى تعزيز ثقافة الجودة في قطاع البناء. كما نصدر مجلة تقنية دورية “Revue du CTC” لمشاركة المعارف والخبرات وتعميم الممارسات السليمة.
• كلمة أخيرة توجهونها من خلال هذا المنبر؟
ندعو جميع المتدخلين في قطاع البناء إلى احترام النظام التقني للبناء. نحن في الهيئة نعمل من أجل سلامة المواطنين وجودة منشآتهم، والمواطن هو المستفيد الأول من هذه الجهود.
