“نُزل الدار” العُمانية: مستعدون للاستثمار في الجزائر ونعوّل على بيئة أعمال مشجعة

في ظل تصاعد الحراك الاقتصادي العربي المشترك، تبرز المنتديات الثنائية كجسر حيوي لتعزيز العلاقات بين الدول، ومن بينها المنتدى الاقتصادي الجزائري–العُماني، الذي عُقد مؤخرًا ليشكل منصة لتعميق التعاون في قطاعات استراتيجية.
في هذا السياق، أجرينا حوارًا خاصًا مع إسحاق بن هلال بن محمد الشرياني، رئيس مجلس إدارة شركة “نُزل الدار” العُمانية الرائدة في قطاع السياحة والضيافة، حيث تحدث بصراحة عن أهداف مشاركته في المنتدى، تقييمه للسوق الجزائرية، ورؤيته لآفاق الشراكة بين البلدين.


  • أعدت الحوار: نسيــمة شــرلاح


🟨 ما الذي دفعكم إلى المشاركة في هذا المنتدى الاقتصادي الجزائري–العُماني؟

مشاركتنا في هذا المنتدى جاءت انطلاقًا من إيماننا بأهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية، واستكشاف فرص استثمارية وشراكات استراتيجية واعدة. ونرى أن الجزائر سوق واعد يتمتع بإمكانات كبيرة، خاصة في ضوء التوجهات الحكومية الحالية نحو تنويع الاقتصاد وتحسين مناخ الاستثمار.

🟨 كيف تقيّمون تنظيم المنتدى وأهميته في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟

تنظيم المنتدى كان احترافيًا ومتميزًا من جميع النواحي، سواء من حيث الترتيبات اللوجستية أو الحضور النوعي من رجال أعمال ومؤسسات. نعتبره منصة فعالة لتبادل الخبرات وبحث فرص التعاون، وقد أتاح لنا فرصة ثمينة لفهم طبيعة السوق الجزائرية عن قرب وبناء علاقات مباشرة مع نظرائنا الجزائريين.

🟨 هل هذه هي مشاركتكم الأولى في فعالية اقتصادية بالجزائر؟ وما الانطباع الأولي عن بيئة الأعمال هنا؟

نعم، هذه أول مشاركة لنا في فعالية اقتصادية على أرض الجزائر. وقد فوجئنا إيجابيًا بالإمكانات الكبيرة المتاحة، وبيئة الأعمال التي تشهد تطورًا ملحوظًا. هناك رغبة حقيقية من مختلف الجهات الجزائرية في فتح السوق أمام الشركاء العرب، وهو أمر مشجع جدًا لنا كمستثمرين.

🟨 نودّ أن تعرّفونا أكثر بشركتكم، مجال تخصصها، وأهم منتجاتها أو خدماتها؟

“نُزل الدار” متخصصة في مجال الضيافة والسياحة. نقدم مجموعة واسعة من الخدمات تشمل الإرشاد السياحي والفندقة، بالإضافة إلى السياحة التخصصية مثل السياحة الدينية والثقافية والتراثية وما شابهها. ونركز على الابتكار والجودة والاستدامة في جميع مشاريعنا.

إسحاق بن هلال بن محمد الشرياني/ رئيس مجلس إدارة "نُزل الدار" – سلطنة عُمان
إسحاق بن هلال بن محمد الشرياني/ رئيس مجلس إدارة “نُزل الدار” – سلطنة عُمان

🟨 كيف تطوّر هذا المجال في سلطنة عمان؟ وما هي أبرز نقاط القوة التي تتميز بها شركتكم عن غيرها؟

شهد القطاع تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بفضل الاستثمارات الحكومية والتحفيزات المقدمة للقطاع الخاص. شركتنا تميزت بمرونتها، وبالتركيز على الحلول المتكاملة التي تلبي احتياجات السوق المحلي والإقليمي، إلى جانب التزامها بالمعايير الدولية للجودة والاستدامة.

🟨 هل لديكم شراكات أو تجارب سابقة على المستوى الدولي أو الإقليمي، خاصة مع دول المغرب العربي أو شمال إفريقيا؟

نعم، لدينا تجارب تعاون في عدد من الدول العربية، ونتطلع حاليًا إلى توسيع نطاق هذه الشراكات في منطقة شمال إفريقيا، خاصة مع الجزائر، لما نراه من فرص حقيقية للتكامل الاقتصادي والاستثماري.

🟨 كيف تقيّمون واقع الصناعات التحويلية في سلطنة عمان؟ وما مدى مساهمتها في الناتج المحلي؟

الصناعات التحويلية في السلطنة تمثل أحد محاور التنويع الاقتصادي، وتساهم بنسبة جيدة في الناتج المحلي. هناك تركيز متزايد على تعزيز القيمة المضافة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والتصنيع المحلي.

🟨 ما هي التحديات التي تواجه هذا القطاع، وما السياسات التي تتبعها السلطنة لتعزيز قدراته؟

أبرز التحديات تتعلق بالتكلفة التشغيلية، وتوفير الكفاءات البشرية، والتنافسية الإقليمية. الحكومة العمانية تعمل على تجاوز هذه التحديات من خلال تقديم حوافز للمستثمرين، وتطوير البنية التحتية الصناعية، ودعم الابتكار.

“نرى أن الجزائر سوق واعد يتمتع بإمكانات كبيرة، خاصة في ضوء التوجهات الحكومية الحالية نحو تنويع الاقتصاد وتحسين مناخ الاستثمار”..

🟨 بالنسبة للقطاع السياحي، كيف تتعامل سلطنة عمان مع النمو المتزايد في الطلب على السياحة؟ وما هو دور القطاع الفندقي في دعم هذا التوجه؟

القطاع السياحي في السلطنة يشهد نموًا متسارعًا، مدعومًا باستراتيجية وطنية واضحة تهدف إلى الترويج للمقومات السياحية الطبيعية والثقافية. ويشكّل القطاع الفندقي ركيزة أساسية في هذا المسار، من خلال تطوير منشآت عالية الجودة واستقطاب استثمارات محلية وأجنبية.

🟨 هل ترون في الجزائر وجهة سياحية واعدة يمكن التعاون معها في هذا المجال؟

بلا شك، الجزائر تمتلك إمكانات سياحية هائلة، من الشواطئ إلى الصحراء، مرورًا بالتراث الثقافي والتاريخي. نرى إمكانية حقيقية للتعاون السياحي المشترك، سواء في الترويج أو في الاستثمار الفندقي أو برامج التبادل السياحي.

🟨 في رأيكم، ما هي أبرز القطاعات الجزائرية التي يمكن إقامة شراكات فعالة معها؟

نرى فرصًا واعدة في قطاعات الصناعات التحويلية، السياحة، الطاقة، التكنولوجيا، والخدمات اللوجستية. كما أن قطاع الزراعة والصناعات الغذائية يحظى بإمكانات كبيرة للتعاون المشترك.

“الجزائر تمتلك إمكانات سياحية هائلة، من الشواطئ إلى الصحراء، مرورًا بالتراث الثقافي والتاريخي.”

🟨 هل وجدتم اهتمامًا من الجانب الجزائري بالتعاون مع شركتكم؟ وهل هناك مفاوضات أولية أو مشاريع قيد الإعداد؟

نعم، لمسنا اهتمامًا جديًا من عدد من الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين، وتم عقد لقاءات أولية بنّاءة نأمل أن تفضي إلى مشاريع ملموسة خلال الفترة المقبلة.

🟨 ما الذي تحتاجونه من الجانب الجزائري لتسهيل الدخول في السوق الجزائرية؟

نأمل في مزيد من التسهيلات الإدارية والجمركية، وضمان وضوح الإطار القانوني للاستثمار، إلى جانب توفير المعلومات المحدثة عن فرص الاستثمار والمناطق الصناعية.

🟨 هل شاركتم في لقاءات ثنائية مع فاعلين اقتصاديين جزائريين خلال المنتدى؟ وما أهم ما خلصت إليه هذه اللقاءات؟

نعم، شاركنا في عدد من اللقاءات الثنائية، وكانت مثمرة للغاية. ناقشنا إمكانيات الشراكة في مشاريع صناعية وسياحية، وخرجنا بتفاهمات مبدئية نأمل أن تتطور إلى اتفاقيات رسمية.

🟨 هل هناك اتفاقيات أو مذكرات تفاهم مبرمجة على المدى القريب نتيجة هذا المنتدى؟

هناك مشاريع قيد الدراسة حاليًا، ونتوقع توقيع مذكرات تفاهم خلال الأشهر القليلة المقبلة، بمجرد استكمال الجوانب الفنية واللوجستية.

“نأمل في مزيد من التسهيلات الإدارية والجمركية، وضمان وضوح الإطار القانوني للاستثمار.”

🟨 كيف تنظرون إلى المستقبل القريب للعلاقات الاقتصادية الجزائرية–العُمانية في ضوء هذا المنتدى؟

نحن متفائلون جدًا. المنتدى شكّل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، ونتوقع أن نشهد خلال المرحلة المقبلة تعاونًا أوسع وأكثر تنوعًا بين المؤسسات العمانية والجزائرية.

🟨 ما هي رسالتكم لرجال الأعمال الجزائريين الراغبين في الاستثمار أو الشراكة مع نظرائهم العُمانيين؟

ندعوهم إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في سلطنة عمان، التي توفر بيئة استثمارية جاذبة واستقرارًا اقتصاديًا وتشريعيًا. نحن منفتحون على التعاون، ومستعدون لبناء شراكات حقيقية قائمة على المنفعة المتبادلة والثقة المتبادلة.


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى